لم يكن الحدث عادياً، إنه يوم تاريخي، بكل المقاييس، عندما وقفت الأميرة ريما بنت بندر آل سعود وسط مدرجات ملعب الملك عبدالله بجدة «الجوهرة المشعة» تلتقط الصور التذكارية مع المشجعات السعوديات اللاتي سمح لهن لأول مرة بدخول الملاعب ومشاهدة المباريات الكروية، لقد كان مشهد الأميرة ريما وهي تتوسط عددا من الفتيات المبتهجات معبرا ومؤثرا، وهو بشكل من الأشكال إعلان عن سقوط أحد الجدران «النفسية والوهمية» التي بنيناها بأنفسنا وتوهمنا أنها مقدسة ولا يجوز المساس بها.
تغيرنا، أجل تغيرنا، ونتغير، والسماح للعائلات بحضور المباريات في الملاعب جزء من هذا التغيير الشامل الذي يمر به المجتمع السعودي ليتخفف من ترسبات «الصحوة» التي ما أنزل الله بها من سلطان، ليعود لحالته الصحية مجتمعا طبيعيا، كبقية المجتمعات الأخرى.
وكما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوف نعود إلى الدين الوسطي وهو الذي كنا عليه ما قبل عام 1979م.. دين إسلامي متسامح معتدل ومنفتح على العالم.
لقد تابع الجميع من داخل الملعب ومن خلف الشاشات ما جرى ليلة أمس الأول في المباراة التي جمعت الأهلي بحفر الباطن، لم يحدث شيء مما كان يتوهمه البعض، حضرت العائلات التي بلغ عددها 4411 مشجعا، وأخذت أماكنها بالمدرج، في جو لا يختلف كثيراً عن تواجد العائلات معاً في المطارات، وفي الأسواق، والمتنزهات والأماكن الترفيهية، وفي صالات الانتظار في كل المرافق، وسيتكرر المشهد في الرياض والدمام، وسيصبح مشهدا اعتياديا لا يثير أي اهتمام أو تعليق، وسنكتشف معاً أننا كنا نكذب ونهول على أنفسنا طيلة العقود الماضية عندما صورنا دخول العائلات للملاعب على أنه «كارثة» اجتماعية.
وبالطبع لا أقصد القول إن المعارضين للقرار تخلوا عن معارضتهم، فلا تزال هناك فئة لها كل الاحترام ترفض هذا القرار ومن حقها ذلك، ولن يلزمها أحد بما لا توافق عليه، فالقرار أتاح «للراغبين فقط» دخول الملاعب، ومن لا يرغب فلن يطلب منه أحد أن يغير موقفه، كما هو الحال في الخلاف على عشرات القرارات الحكومية التي لا يوجد عليها اجماع في المجتمع السعودي.
وللمقارنة بقرارات شبيهة كانت مرفوضة ثم بعد تطبيقها اكتشف الرافضون لها أن تصوراتهم غير صحيحة، لن أعود بعيدا إلى قرار تعليم المرأة على سبيل المثال، فربما تكون الظروف والمعطيات وقتها مختلفة، لكني سأذكّر بقرار حديث هو إصدار بطاقة شخصية للمرأة الذي لقي رفضا وهجوما وتشويها، والآن الغالبية يتسابقون على إصدارها لنسائهم، بعد أن اتضح لهم بأن لا شيء مما قيل وخافوا منه كان حقيقيا.
وعندما نقول إنه يوم تاريخي فلا مبالغة في ذلك، وسيسجل تاريخنا الرياضي والوطني أنه في يوم الجمعة 25/4/1439 الموافق 12/1/2019 سمح للعوائل السعودية دخول الملاعب الرياضية وحضور مباراة كروية لأول مرة في تاريخ البلاد.
تحية بهذه المناسبة لرئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ الذي تبنى القرار ودعمه بقوة حتى تنفيذه، وتحية للأميرة ريما بنت بندر وكيلة الرئيس على متابعتها تنفيذ القرار ومشاركتها العوائل السعودية هذا الحدث في المدرج.
salehalfahid@
تغيرنا، أجل تغيرنا، ونتغير، والسماح للعائلات بحضور المباريات في الملاعب جزء من هذا التغيير الشامل الذي يمر به المجتمع السعودي ليتخفف من ترسبات «الصحوة» التي ما أنزل الله بها من سلطان، ليعود لحالته الصحية مجتمعا طبيعيا، كبقية المجتمعات الأخرى.
وكما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوف نعود إلى الدين الوسطي وهو الذي كنا عليه ما قبل عام 1979م.. دين إسلامي متسامح معتدل ومنفتح على العالم.
لقد تابع الجميع من داخل الملعب ومن خلف الشاشات ما جرى ليلة أمس الأول في المباراة التي جمعت الأهلي بحفر الباطن، لم يحدث شيء مما كان يتوهمه البعض، حضرت العائلات التي بلغ عددها 4411 مشجعا، وأخذت أماكنها بالمدرج، في جو لا يختلف كثيراً عن تواجد العائلات معاً في المطارات، وفي الأسواق، والمتنزهات والأماكن الترفيهية، وفي صالات الانتظار في كل المرافق، وسيتكرر المشهد في الرياض والدمام، وسيصبح مشهدا اعتياديا لا يثير أي اهتمام أو تعليق، وسنكتشف معاً أننا كنا نكذب ونهول على أنفسنا طيلة العقود الماضية عندما صورنا دخول العائلات للملاعب على أنه «كارثة» اجتماعية.
وبالطبع لا أقصد القول إن المعارضين للقرار تخلوا عن معارضتهم، فلا تزال هناك فئة لها كل الاحترام ترفض هذا القرار ومن حقها ذلك، ولن يلزمها أحد بما لا توافق عليه، فالقرار أتاح «للراغبين فقط» دخول الملاعب، ومن لا يرغب فلن يطلب منه أحد أن يغير موقفه، كما هو الحال في الخلاف على عشرات القرارات الحكومية التي لا يوجد عليها اجماع في المجتمع السعودي.
وللمقارنة بقرارات شبيهة كانت مرفوضة ثم بعد تطبيقها اكتشف الرافضون لها أن تصوراتهم غير صحيحة، لن أعود بعيدا إلى قرار تعليم المرأة على سبيل المثال، فربما تكون الظروف والمعطيات وقتها مختلفة، لكني سأذكّر بقرار حديث هو إصدار بطاقة شخصية للمرأة الذي لقي رفضا وهجوما وتشويها، والآن الغالبية يتسابقون على إصدارها لنسائهم، بعد أن اتضح لهم بأن لا شيء مما قيل وخافوا منه كان حقيقيا.
وعندما نقول إنه يوم تاريخي فلا مبالغة في ذلك، وسيسجل تاريخنا الرياضي والوطني أنه في يوم الجمعة 25/4/1439 الموافق 12/1/2019 سمح للعوائل السعودية دخول الملاعب الرياضية وحضور مباراة كروية لأول مرة في تاريخ البلاد.
تحية بهذه المناسبة لرئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ الذي تبنى القرار ودعمه بقوة حتى تنفيذه، وتحية للأميرة ريما بنت بندر وكيلة الرئيس على متابعتها تنفيذ القرار ومشاركتها العوائل السعودية هذا الحدث في المدرج.
salehalfahid@